إلى وقت قريب كانت الأسرة كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة و كان فك الروابط الزوجية ينظر اليه بشيء من الغرابة حيث كنا نجد نماذج من الازواج احتملوا الويلات من أجل أن تبقى تلك الخلية حامية لجميع عناصرها رغم ما قد يعتري أربابها من النقص.وقد يكون الدافع للحفاظ على هده الرابطة في بعض الاحيان هو نظرة المجتمع الى المرأة المطلقة مما يجعلها تتحمل المشاكل مقابل أن تبقى في بيتها بعيدة عن أصابع الاتهام . وفي بعض الأحيان وغالبها يكون الدافع هو غياب ثقافة الحقوق و الواجبات .ومع ظهور القوانين التي تحمي المرأة و الطفل وفي غياب الثقافة الشرعية و العلم بالدين أصبح أول ما يلتجأ اليه في حال الخلاف هو الفراق لما فيه من ضمان لراحة المتضرر ماديا ومعنويا وخصوصا المرأة . و لبيان أهمية الاسرة ومكانتها في المجتمع نقف على ما قاله رب العزة سبحانه وتعالى عن ذلك الرباط المقدس و ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول الله عز وجل '((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (الروم)... الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه وَأَدِلَّته عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا خَلْقه لِأَبِيكُمْ آدَم مِنْ نَفْسه زَوْجَة لِيَسْكُن إِلَيْهَا و"جعل بينكم مودة ورحمة "
روى مَعْنَاهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : الْمَوَدَّة حُبّ الرَّجُل اِمْرَأَته , وَالرَّحْمَة رَحْمَته إِيَّاهَا أَنْ يُصِيبهَا بِسُوءٍ . وَيُقَال : إِنَّ الرَّجُل أَصْله مِنْ الْأَرْض , وَفِيهِ قُوَّة الْأَرْض , وَفِيهِ الْفَرْج الَّذِي مِنْهُ بُدِئَ خَلْقه فَيَحْتَاج إِلَى سَكَن , وَخُلِقَتْ الْمَرْأَة سَكَنًا لِلرَّجُلِ ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَاب " (الروم ) الْآيَة . وَقَالَ : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " وفي سورة النساء وصف الله عز وجل الرباط الذي يجمع كلا من الرجل و المراة في عش الزوجية على أنه ميثاق قوي يقول الله تعالى ((و أخذن منكم ميثايقا غليظا)) (النساء) وَالْمِيثَاق الْغَلِيظ الَّذِي أَخَذَهُ لِلنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَال : إِمْسَاك بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيح بِإِحْسَانٍ . فمكانة المرأة في عش الزوجية هو التكريم و الاعفاف والتقدير و الاحترام ومن تعذر عليه ذلك فارقها بالتي هي أحسن من دون اعتداء و لا ظلم و لا هضم للحقوق . وليس هناك مايدل على دونية المرأة في بيتتها .و إنما هو عقد وثيق أساسه الحب و اسمنته المودة وغايته السكينة و الاطمئنان .ومما يزيد الموضوع أهمية ما ورد عن
الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال في الحديث الصحيح: (إن أحق ما وفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج) قالوا: فهذا الحديث يدل على أنه يجب الوفاء بالشرط؛ لأن شرط النكاح أحق ما يوفى به.و أي شئ أجل من هذه الرابطة المعقودة وبشروط نظرا لقدسيتها و جلالها وعظم قدرها عنده سبحانه وتعالى ولم لا وهي أول لبنة تنبني عليها المجتمعات .
0 التعليقات:
إرسال تعليق