دَلِيلُ الْمُتَثَقِّفِينَ

دَلِيلُ الْمُتَثَقِّفِينَ

السبت، أكتوبر 06، 2012

"اللقاء الأول مع أمنا بيان الطنطاوي "

ويشمل اللقاء الحديث عن أديب الفقهاء علي الطنطاوي رحمه الله. 
أجرته شهيدة العلم ... 
بتاريخ..الأربعاء
26 سبتمبر2012 ــــ 10 ذو القعدة1433هــ

ــ شهيدة العلم: السيدة الفضلى
بيان الطنطاوي
_ السيدة /بيان الطنطاوى : السلام عليكم
ــ شهيدة العلم:سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
في اللقاء الأول من نوعه على دليل المتثقفين
معكم السيدة الفضلى بيان الطنطاوي ابنة فقيه الأدباء علي الطنطاوي رحمه الله متحدثة عن أبيها
أهلا بكم أمَّنا الغالية
نشكركم على قبول الحوار !
معكم شهيدة العلم مديرة دليل المتثقفين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ــ السيدة/بيان الطنطاوى:سلمكم الله وحفظكم وزادكم علماً
أهلاً بك أشكركم لتكريمكم والدي
وأشكركم لاستضافتكم لي على صفحتكم وأرجو ان ألبي سؤلكم
ــ شهيدة العلم: الشكر لكم موصول ، جزاكم الله خيرًا !
ــ السيدة/ بنان الطنطاوى:هل لي بالتعريف بنفسي؟
ــ شهيدة العلم:نعم بكل تأكيد.
ــ السيدة/بيان الطنطاوى:بيان الابنة الثالثة للشيخ رحمه الله
القريبة له تفكيراً ومحاكمةوالمقربة له في حياته المساعدة له في ترتيب وجمع أوراقه الملازمة له بحكم ظروفها الأسرية
أم لثلاث بنات
وجدة لأحفاد وأولاد أحفاد
كانت تعمل محاضرة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة لحوالي ربع قرن في قسمي الدراسات الإسلامية واللغة العربية
تقاعدت ورجعت إلى مقاعد الدراسة فأنا الآن طالبة تحضر للحصول على درجة الدكتوراه في التفسير من الجامعة الإسلامية في كوالا لمبور
ــ شهيدة العلم:ما شاء الله بارك الله فيكم وزادكم علمًا!
بما أنكم تحظون بمكانة فريدة لدى الشيخ رحمه الله
نود التعرف على الشيخ في صغره
ــ السيدة/بيان الطنطاوى: تقصدون (منذ عرفته)؟
ــ شهيدة العلم:نعم ، أو من خلال حديثه معكم عن نفسه.
ــ السيدة/بيان الطنطاوى:بيني وبين والدي 36 عاماً .. منذ وعيت على الدنيا إلى قبل مفارقتي له بوفاته رحمه الله لم يتغيّر علي سمعت الكثير عن طفولته منه ومن إخواته وعمته، نشأ والدي نشأة مدلّلة جدا فهو أول وليد لوالده الذي عاش دوناً عن إخوته لم يكن لجدته نصيب في عيش أولادها فقد كانوا يولدون ويموتون
لذلك عندما عاش أبوه كانت فرحتهم به لاتوصف ولما ولد له والدي كادوا يطيرون
لذلك نشأ مع هذا الدلال ولكن شاء الله أن يُتوفّى والده وهو صغير وأن يتحمّل مسؤولية إخوته ولكن أيضاً شاء الله أن تُتوفّى أمه ولكم ان تقرؤوا في ذكرياته ألمه لفراقها فقد عاش 94 عاماً ولم يخف ألمه أو ينس لوعته ساعة موتها ومعاناته من فقدها.
رغم هذه المسؤولية ورغم الألم استطاع والدي بفضل الله وبفضل الحب وبفضل التآلف الأسري أن ينهض بأسرته خُلُقاً وعلمًا تستطيعون قراءة هذا بتفصيل في ذكرياته.
ــ شهيدة العلم: جميل ! بارك الله فيكم!
كيف أثرت البيئة الاجتماعية على شخصية إمامنا رحمه الله ؟ فقد علمنا أنَّ أباه الشيخ مصطفى الطنطاوي من العلماء المعدودين في الشام ، وانتهت إليه الفتوى في دمشق ، وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وأن خاله وهو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" كان له أثر في الدعوة في مطلع القرن العشرين.
السيدة/بيان الطنطاوى:بعد وفاة والده ظنت أمه رحمها الله أن الظروف قد تمكنه من ترك المدرسة والاتجاه إلى التجارة ليستطيع الإنفاق على أسرته.
وهنا حدثت مفارقات مضحكة.
فوالدي بطبعه الذي استمر إلى آخر لحظة في حياته لا يُتقن الشراء فمابالكم بالبيع؟!
ــ شهيدة العلم: نعم ؛ لذلك ترك مجال التجارة ، وعاد إلى الدراسة .
ــ السيدة/بيان الطنطاوى:
فتح أعمامه له دكاناً ليبيع فيه الرز والسكر ممّ يسمونه في الشام (تجارة مال القبّان) وبدلاً من أن يُحصل الربح ويبيع أفلس لأنه كان يُعطي المُحتاج ويُرخص الأسعار فأغلقوا الكان واقتنعت أمه أنّ ابنها لا يصلح للتجارة وعاد إلى التحصيل والدراسة.
وبلغ ما بلغ بفضل الله.
ــ شهيدة العلم:وماذا عن أسرة أمه رحمها الله ؟
ــ السيدة/بيان الطنطاوى:أسرة والدتي (الخطيب) وهي من الأسر العلمية المعروفة جداً في دمشق ولازالت.. أسرة علم عريقة كانت خطابة المسجد الأموي لهم ولازالت
منهم محب الدين الخطيب الذي تابع مسيرته في القاهرة وكلكم تعرفونه
وبالنسبة لمشايخه والعلماء الذين قرأ عليهم ولازمهم لا تسعهم الصفحة هنا
لكن باختصار والدي عاش مع علماء حقيقيين لان أباه كان عالماً وأعمامه وقرابته فبقي معهم ولما كان يكلمنا عنهم كنت أحسب أنهم أقرانه ثم أكتشف فارق العمر وأتعجب كيف استطاع مجاراتهم في مجالسهم.
ــ شهيدة العلم:جميل ، إذًا فمتى أتى شيخنا مصر؟
،وما السبب وراء تركه الدراسة في دار العلوم ؟
ــ السيدة/بيان الطنطاوى:أوّل زيارة لوالدي إلى مصر كانت في حياة والدته ذهب ليزوّج أخته ويعود مبهورًا بما وجده في مصر .. كانت عام 1928
أمّا رحلة الدراسة فكانت بعد ذلك
ولم يستطع الاستمرار بسبب الحنين
وأضيف بسبب إحساسه بالمسؤولية تجاه إخوته
وخاصة وجود أمه المتعلّق بها لأبعد حد.
(تسطيعون مراجعة كتاب البواكير حاشية صفحة 19 فيها تفصيل ذلك)
ــ شهيدة العلم:كيف أثرت البيئة الاجتماعية على شخصية إمامنا رحمه الله ؟ فقد علمنا أنَّ أباه الشيخ مصطفى الطنطاوي من العلماء المعدودين في الشام ، وانتهت إليه الفتوى في دمشق ، وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وأن خاله وهو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" كان له أثر في الدعوة في مطلع القرن العشرين.
يقول: أصبحت يوماً فإذا خاطر قويّ لم أملك له دفعاً يدفعني لترك دار العلوم والعودة إلى دمشق. هذا عام 29
يقول: وهذا الخاطر هو الذي وجّه زورقي فقد عاد ليسجّل في كلية الحقوق في دمشق، وبدأمشوار القضاء،
لكن هذا إلى جانب تقدمه في تحصيل العلوم الأخرى والقراءة والاطلاع والعمل في مجالات عدة عدة منها الاجتماعي ومنها الدعوي ومنها القضائي وو....
ــ شهيدة العلم: خسرته دار العلوم وفازت به دمشق.
ــ شهيدة العلم: "لا تخافوا الفرنسيين فإن أفئدتهم هواء وبطولتهم ادّعاء، إنَّ نارهم لا تحرق ورصاصهم لا يقتل، ولو كان فيهم خير ما وطئت عاصمتَهم نِعالُ الألمان"! ألقيت هذه الخطبة في دير الزور صحيح ؟
ــ السيدة/بيان الطنطاوى: نعم في دير الزور.
ــ شهيدة العلم: هل حكى لكم شيئًا عن إحساسه وقت هذه الخطبة وتأثر الناس بها ؟
ـــ السيدة/بيان الطنطاوى: لقد وقف والدي في وجه الفرنسيين وقفة هائلة وكان يخطب بصوته الجهوري متسلقاً أعمدة الكهرباء، تجدون تتمة هذه الخطبة في كتاب الذكريات جزء 4 صفحة 202
ـــ شهيدة العلم: نقترب شيئًا من علم اللغة ونقول بانفراد إمامنا رحمه الله بتعريب كلمة "التليفزيون" فقابلها بـ"الرائي" ، فإلى أى مدى كانت رؤية شيخنا إلى الألفاظ الأجنبية ؟
ــ السيدة/بيان الطنطاوى: نعم رداً على كلمة (الرائي) والدي كان يُريد إيجاد بديل لبعض الألفاظ كما كان يجمع العامي الفصيح في حواشي كتبه وقد جمعها (إبراهيم مضواح الألمعيّ) في آخر الكتاب الذي سمّاه (روائع الطنطاوي) كان يقول باستخدام ماليس له بديل بلفظه الاجنبيّ.
ــ شهيدة العلم: علمنا أن شيخنا رحمه الله انقطع فترة في بيته، فكيف جعل شيخنا بيته مجلساً يطل من خلاله على الدنيا، ومنتدى أدبياً وعلمياً تُبحث فيه مسائل العلم والفقه واللغة والأدب والتاريخ؟
ـــ السيدة/بيان الطنطاوى: والدي انقطع عن الحياة الاجتماعية التي تعني الزيارات واللقاءات ولكنه لم ينقطع يومًا عن العمل في مجالات عدة في نفس الوقت، وقد كتب عن هذا في ذكرياته فقد كان يعتلي مناصب عدة ويُشرف على جمعيات ومؤسسات ويُزاول القضاء ثمّ التدريس في وقت واحد ومع كل هذا : القراءة اليومية ومناقشة الافكار وإيصالها لمن يقابل.
رغم بعده عن الحياة الاجتماعية لكن كانت له مجالس منتظمة مع علماء يجتمعون في بيتنا كل أسبوع ومع طلاب علم لهم أيضا لقاءات أسبوعبة ومنهم من برز اسمه بعد ذلك، حتى حياته معنا كانت مجالس علم غير مصطنعة أبدا يتخللها المزاح والضحك والدعابة والأكل والشرب وصلة الرحم.
ــ شهيدة العلم: تركتم رحلته معلمًا.
ــ السيدة/بيان الطنطاوى: بدأ رحلته في التعليم عام: 33 أظن، بدأها في قرية سلميّة وبعدها في قرية أخرى اسمها سقبا، ثم نُقل إلى رنكوس قضى بها نصف نهار فقط لوجود الثلج واوضاع القرية .. راجع الوزارة وانتقل قرية أخرى، ثم درّس في دير الزور عام 35، وبعدها في العراق من عام 36 إلى 38، انتقل إلى بيروت إلى 39.
ثمّ رجع إلى العراق.
ثمّ استقرّ في سورية ليزاول القضاء من عام 40 ليستمّر في إلى حين ذهابه إلى السعوديّة عام 63
وفي السعودية درّس في الرياض فيما أصبحت جامعة الغمام سنة انتقل بعدها إلى مكة المكرمة واستمر فيها إلى أن تقاعد.
وتفرغ للكتابة والأحاديث التلفزيونية.
ــ شهيدة العلم: سؤال أخير أمنا أتأذنين لي ؟
ــ السيدة/بيان الطنطاوى: تفضلي.
ــ شهيدة العلم: أتسمحين لنا باللقاء بكم غدًا ؟
ـــ السيدة/بيان الطنطاوى: عذراً غداً لا أستطيع .. ما رأيك ببعد غد؟ السابعة عندكم .. الثامنة عندي.
ــ شهيدة العلم: جميل!
ـــ السيدة/بيان الطنطاوى: إذن أشكركم مُجدّداً وأترككم على أمل اللقاء بكم بعد غدٍ بإذن الله، سلامي للجميع وتمنياتي لكم بالتوفيق والرضى.
ــ شهيدة العلم: وفي نهاية اللقاء نشكر السيدة الفضلى أمنا الغالية بيان الطنطاوى
على أمل اللقاء بعد غد إن شاء الله !
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

0 التعليقات:

إرسال تعليق