لقد جريت في استيعاب ما تيسر لي من كتب علوم العربية وفنونها، على منهج من التعليق عليها أعم من أي شرح عهدته من قبل أو تحشية أو تقرير أو تعقيب أو استدراك أو اعتراض أو خلاف أو محاكمة أو ما أشبهها، عموما يشتمل عليها كلها جميعا معا، ولا يطابق أيا منها وحده، بل يستطرد إلى ما لا يشمله. ولقد خطر لي أن أختار منها اثني عشر كتابا -هي ديوانُ أَبي تَمّامٍ، ورَسائِلُ الْجاحِظِ، وديوانُ الْبُحْتُريِّ، وأَمالِي الْمُرْتَضى، وأَسْرارُ الْبَلاغَةِ ودَلائِلُ الْإِعْجازِ لِلْجُرْجانيِّ، والْغَيْثُ الْمُسْجَمُ لِلصَّفَديِّ، وجَمْهَرَةُ المَقالات والْمُتَنَبّي ونَمَطٌ صَعْبٌ وَنَمَطٌ مُخيفٌ لشاكر، والْمُعَلَّقَةُ الْعَرَبيَّةُ الْأولى لِلْبَهْبيتي، وشَرْحُ أَحاديثَ مِنْ صَحيحِ الْبُخاريِّ لِأَبي موسى- أحببت بها رجالا ملؤوني قوَّةً وقُدْرَةً وفَضْلًا، ثم ثَقافَةً وراحَةً ومُتْعَةً، لأقوِّي بها طلاب العلم مثلي وأُقْدِرَهُمْ وأفضِّلهم، ثم أُثَقِّفَهُمْ مثلي وأُريحَهُمْ وأُمْتِعَهُمْ. اقتطعت من متونها بتعليقاتي عليها، ما يفي لطلاب العلم بما تمنيته، ثم قدمت بين يدي ذلك مقدمة مفصلة على خمسة فصول: أولها أُخْذَةُ الْكُتُبِ، والثاني سُكْنَى الْكُتُبِ، والثالث التَّعْليقُ عَلَى الْكُتُبِ، والرابع تَرْبِيَةُ الْأَبْناءِ، والخامس خِدْمَةُ طُلّابِ الْعِلْمِ. ثم ختمت بفهرس الأعلام الواقعة في التعليقات. ورأيت ذلك منهجا يؤلف بين كتب العلم وبين طلابها بوصل حياتهم بحياتها!
3 التعليقات:
من هذا اختلسنا اسم مدونتنا، أو استلخناه، بل منه أخْلَسَنَا وَأَسْلَخَنَا.. صاحبه.
تقبل الله هذا العمل خالصا لوجهه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل هذا الكتاب متوفّر في الشبكة العنكبوتية؟ وجزاكم الله خيرا
إرسال تعليق