دَلِيلُ الْمُتَثَقِّفِينَ

دَلِيلُ الْمُتَثَقِّفِينَ

السبت، يونيو 23، 2012

الإلحاد أنواعه وحكمه...للأستاذ.شمس الإسلام (من أعمال المتثقِّفين)

/ ما أنواع الإلحاد في أسماء الله - جل وعلا- ؟ وما حكمه ؟ مع بيان ذلك بالدليل ..
الجواب : الإلحاد في أسماء الله - تعالى - أنواع :

الأول : إنكارها جملة أو إنكار بعضها ، كما وقع من الجهمية - نفاة الأسماء والصفات- وكما وقع من المشركين كما قال الله - تعالى - عنهم: ﴿ وإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا ومَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وزَادَهُمْ نُفُوراً ﴾ [الفرقان:60] فمن أنكر أسماء الله- تعالى- بعضاً أو كلاً فهو ملحد .

الثاني : إنكار ما تضمنته من الصفات ، فيثبت الاسم ، ولكنه ينكر الصفة، كما وقع من المعتزلة فإنهم يقولون : الله عليم بلا علم ، وقدير بلا قدرة ، وبصير بلا بصر ، وسميع بلا سمع ، وقوي بلا قوة ، وهكذا في سائر الأسماء . وقد تقدم لك أن أهل السنة - رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى - يثبتون الأسماء ، ويؤمنون بما تضمنه الاسم من الصفة .

الثالث : تسمية الله- تعالى- بما لا دليل عليه ، وهذا تجرُّؤٌ على مقام الربوبية ، والألوهية ، والأسماء ، والصفات ، فتراهم يطلقون على الله- تعالى- من الأسماء ما لا دليل عليه ، وذلك كتسمية النصارى له {بالأب} وكقول الفلاسفة الأغبياء الحمقى : الله هو العقل الفعال ، والعلة الفاعلة ، والموجب بالذات ، وكقول بعضهم عن الله تقدس اسمه : إنه صاحب الفيوضات ، وغير ذلك من تخرصاتهم ، وتهوكاتهم ، وما هي بأول ضلالاتهم ، ووقاحتهم ، وقلة أدبهم ، أما أهل السنة - رحمهم الله تعالى - فإن باب الأسماء عندهم باب توقيفي على الدليل فلا يسمون الله- تعالى- إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله - صلى الله عليه وسلم-

الرابع : وصفه – تعالى- بما لا يليق به - جل وعلا وتقدَّس- كقول أخبث الطوائف : إنه فقير ، وقولهم : إنه استراح بعد أن خلق الخلق ،

وقولهم: إن يده مغلولة . وقول النصارى : إنه اتخذ صاحبة وولداً ، وكقول بعض حمقى الكلام: إنه لا داخل العالم ، ولا خارجه ، ولا فوق ، ولا تحت ، ولا موجود ، ولا معدوم ، ولا أبيض ، ولا أسود ، ولا فوق السماوات إله يعبد ، ولا رب يصلى له ويسجد ،وكقول أهل الحلول : إنه حال في خلقه فهو بذاته في كل مكان ، وكقول الاتحادية : إنه عين هذا الوجود ، وهذا الوجود هو عينه فليس هناك خالق ، ولا مخلوق بل هما عين واحدة لا تنقسم ولا تتجزأ ، وغير ذلك من صفات النقص والبهتان التي ينبو عنها القلم ، ويستحي العبد من تسطيرها، فالحمد لله على السلامة والعافية وأسأله - جل وعلا- أن يثبتني وإياكم على اعتقاد أهل السنة إلى الممات ، وأن يحشرنا في زمرتهم . والله أعلم.

الخامس : أن يشتق من أسمائه - جل وعلا- أسماءً لبعض المعبودات الباطلة ، كتسميتهم اللات من الله ، والعزى من العزيز ، وتسميتهم الصنم ألهاً ، وهذا إلحاد حقيقة ؛ فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم ومعبوداتهم الباطلة.

السادس : تشبيه صفاته بصفات خلقه أو تعطيلها ، كما وقع فيه الممثلة والمعطلة ، وهذا الإلحاد حرام وجريمة وكبيرة من عظائم الأمور ومن فظائع منكرات الاعتقادات والأقوال وقد يصل بصاحبه إلى الكفر. والدليل قوله تعالى: ﴿ ولِلَّهِ الْأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف:180] والله أعلم .
للتواصل مع الأستاذ.شمس الإسلام عبر الواجهة(الفيس بوك):ـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق