دَلِيلُ الْمُتَثَقِّفِينَ

دَلِيلُ الْمُتَثَقِّفِينَ

الخميس، يوليو 26، 2012

صراحة صائم.....بقلم: محمد عبد المنعم الصاوى



يفرض الصيام علينا درجة من الصدق والصراحة لا تتكرر فى باقى شهور العام؛ قررت أن أنتهز الفرصة، وأستجوب نفسى بشأن أكثر ما يزعجنى فى هذه الأيام.
قلت: البمب والصواريخ! وتعجبت: كيف لهذه المظاهر الرديئة أن تظل فى حياة أمة الثورة؟! تضاءلت دهشتى وأنا أنظر حولى لأجد الشيشة فى كل مكان. التسول فى عصره الذهبى، والزمارة تملأ الفراغ الصوتى الضئيل المحشور بين أصوات انفجارات البمب والصواريخ وألعاب الحرب... السمن يطفو على سطح أطباق رمضان التى نلتهمها فى دقائق قليلة، ونظل ساعات طويلة نشكو ألم المعدة.. يضاف إلى كل ما تقدم مغامرات طويلة: السير عكس الاتجاه وتبريد الرصيف بالمياه... نهدر وقتنا وصحتنا وأموالنا وطاقتنا ونشكو الفقر والمرض والفشل!
مهلاً؛ هذا جانب أسود من ثقافتنا، أما وجهه المضىء، فما زال متلألئًا شديد الإبهار: يكادون يقطعون الطريق، ولكنهم ليسوا بقطاع طرق، وإنما شباب ورث الكرم عن آباء وأجداد لم يفسد البخل فطرتهم النقية؛ يصرون أن تأخذ تمرات قليلة، أو علبة عصير أو وجبة خفيفة.
مشهد الانتحاريين الذين يقفزون بين السيارات فى ساعة الأخطار يملؤك تفاؤلاً وسعادة، ويعيد شحن بطاريات أَمَلِك، فتقول: الدنيا بخير.
فى بلاد الدنيا ينقسم الناس بين حسن وسيئ.. متحضر وهمجى.. مسالم وعدوانى... أما العجب العجاب الذى تجده فى الشخصية المصرية، فلا مثيل له؛ تجد مزيجًا عجيبًا من الالتزام والانفلات.. المودة والقسوة.. القوة والضعف... قالتها عنى ابنتى قبل أن تدرك جيدًا معنى المفردات، كانت تقول: "بابى قوى وضعيف"!
وكنت أنتبه إلى صحة التقييم الذى أظنها لم تكن تعنيه، بقدر ما كانت تود أن تعبر عن حبها لأبيها بمنحه العديد من الصفات!
الواحد منا تجده يومًا حليمًا هادئًا، ويومًا آخر بركانًا أحمق.. تجده عطوفًا حنونًا، وتجده فى موقف آخر أقرب إلى البلطجة!
اختلافات يمكن أن ننظر إليها نظرة إيجابية، فنقول إنها تنوع وثراء، ويمكن أن نعبر عن ضيقنا بها ونعتبرها تشتتًا وصراعًا لا يهدأ داخل كل منا.
هذه المعركة النفسية الدائرة طوال الوقت أفقدتنا الشعور بالطمأنينة والسكينة والانسجام؛ أصبح كل منا فى حالة صراع مع نفسه ومع كل من يتعامل معهم!
حتى تشخيص الحالة مختلف عليه؛ هناك من يقول: أزمة نفسية تحتاج علاجًا عضويًّا إلى جوار جلسات تحليل وتصحيح التشوهات، وهناك من يقول: نقص دين لا يعالج إلا بجرعات أكبر من التدين والقرب من الله عز وجل، وتجد من يتحدث عن الثقافة وأزمتها الحادة التى يمكن التغلب عليها ببرامج جادة ومخلصة وصبورة.. برامج تؤسس على الواقع الثقافى المصرى؛ ترصد نقاط قوته لتنميها وتكثفها، وترصد نقاط ضعفه لتنقيه منها وتحصنه من ارتدادها.. برامج تحترم المستقر من الدين والقيم العليا وآخر ما وصلت إليه العلوم الإنسانية المختلفة.
أشعر معكم أن المهمة التى نتحدث عنها معقدة بعض الشىء، ولكنها تَحَدٍّ ليس أمامنا إلا التصدى له إذا كنا جادين فى بناء حضارة حديثة يظل بناء الإنسان هو ركيزتها الأولى.
بصراحة صائم أقول: فرصتنا كبيرة لو أدركنا أهمية بناء الإنسان والعمل الثقافى الجاد، أما لو ظللنا متمسكين باعتبار الاقتصاد وحده هو سبيلنا للتقدم، فعليه العوض!!
sawy@culturewheel.com

الأحد، يوليو 08، 2012

فى التحدث مع الناس ــ للأستاذ.باسم سعيد خورما

في التحدث مع الناس

عندما نتحدث مع العقلاء أو نكتب لهم فهم سيقومون بتحليل ما يسمعون أو ما يقرأون من كلمات، و بعد ذلك سيجيبون عليها ، كل بحسب قدراته و فهمه و علمه و ثقافته، و أما الإنفعال في الحديث والنقاش فهو يعود بنا إلى رأي جان بول سارتر في كتابة نظرية الإنفعال و معنى هذا أن طرفي الحديث / الحوار قد فقدا قدرتهما على التعامل مع الموضوع بعقلانية و ظهرت حالة الإنفعال.
للتواصل مع الأستاذ. باسم سعيد خورما
عبر الواجهة(الفيس بوك)
http://facebook.com/
khourma

الثلاثاء، يوليو 03، 2012

أصناف النساء فى رمضان ــ للأستاذ.شمس الإسلام(من أعمال المتثقِّفين)


أصناف النساء في رمضان :ـ

 

*منهن من تقضي جل وقتها في المطبخ فتنشغل عن ذكر الله وقراءة القرآن، ويفوتها الأجر العظيم المترتب على ذلك، وكأن شهر رمضان شهر الأكل والشرب لا شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن.

*ومنهن من ترغب في الصلاة والصيام مع الناس فتتعاطى حبوب منع العادة الشهرية، والأولى أن لا تفعل ذلك، وترضى بما كتب الله عليها، فإن مثل هذه الحبوب لا تخلو من أضرار ذكرها الأطباء، والله عز وجل إنما كتب ذلك على بنات آدم لحكمة يعلمها سبحانه ففي منعها مضادة للفطرة.

*ومنهن من إذا حاضت أو نفست فترت عن ذكر الله وتلاوة القرآن مع أن الحائض يجوز لها على الصحيح من أقوال أهل العلم أن تقرأ القرآن ولكن لا تمس المصحف بل تمسكه بحائل، كما أن بإمكانها قراءة الكتب المفيدة، والاستماع إلى القرآن وغيره من البرامج النافعة من المذياع أو الأشرطة المسجلة وهي متوفرة ولله الحمد، ولها الأجر على قدر نيتها.

*ومنهن من تخرج إلى المسجد لصلاة التراويح لكنها تخرج غير محتشمة قد كشفت ما لا يحل لها كشفه والمرأة كلها عورة، وربما جاءت إلى المسجد منفردة مع سائق أجنبي عنها وهذا من الخلوة المحرمة، فمثل هذه جلوسها في بيتها خير لها.

ومثلها من تأتي إلى المسجد بأطفالها الصغار فلا تسأل عما يحدث بعد ذلك.. فهذا يبكي، وهذا يصرخ، وآخر يجري هنا وهناك، وربما اجتمع بعضهم فحولوا المسجد إلى ساحة للعب والمطاردة، وقد تمتد أيديهم إلى المصاحف فيعبثون بها أو إلى المصلين فيؤذونهم، ناهيك عما يحدثونه من التشويش عليهم.

*ومنهن من تأتي بالبخور إلى المسجد، وهذا أيضاً ممنوع ومنهي عنه. قال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» [مسلم]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه رأى امرأة متعطرة فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما امرأة تطيّبت ثم خرجت إلى المسجد لم تُقبل لها صلاة حتى تغتسل» [صححه الألباني].

*ومنهن من تأتي إلى المسجد لمجرد قضاء بعض الوقت خارج بيتها أو لرؤية فلانة وفلانة لا من أجل الصلاة، وربما حوّلن المصلى إلى منتدى للأحاديث الخاصة، وقد يرفعن أصواتهن فيسمعهن الرجال.

*ومنهن من لا تعرف أحكام صلاة الجماعة فإذا جاءت إلى المسجد متأخرة وقد فاتها بعض الركعات لا تدري ما تصنع، فربما كبرت بمفردها وصلت ما فاتها ثم دخلت مع الإمام، وربما فعلت غير ذلك، والصواب أن تدخل مع الإمام مباشرة على أي حال كان ثم تقضي ما فاتها بعد سلام الإمام ولا تسلَم معه.

*ومنهن - بل أكثرهن - لا يحافظن على تسوية الصفوف وإتمامها وسد الفرج، وقد يختلفن في الصف المفضل، فبعضهن يتأخرن في الصفوف الأخيرة، وبعضهن يتقدمن إلى الصفوف الأولى، وربما بقي وسط المصلى خالياً، وهذا بسبب اختلاف فهمهن لحديث: «خير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها». والصواب ما ذكره علماؤنا حفظهم الله من أن هذا الحديث إنّما يعمل به في حال عدم وجود حاجز يفصل بين الرجال والنساء، أمّا إذا وجد هذا الحاجز وكان ساتراً، أو كان النساء في دور علوي بحيث لا يراهن الرجال فإن الصفوف الأولى تكون هي المفضلة لقربها من الإمام ومن القبلة، والله تعالى أعلم.

*ومنهن من تتأخر في الخروج من المسجد بعد انقضاء الصلاة حتى يخرج الرجال فتختلط بهم عند المخارج والأبواب، والواجب على النساء المبادرة إلى الخروج فور سلام الإمام، كما أنّ الواجب على الرجال التأخر قليلاً حتى ينصرف النساء.

*ومنهن - وهذا خاص بالفتيات - من تكون على وشك البلوغ، فيصيبها دم الحيض لأول مرة، تخفي ذلك عن أهلها، وتكمل صيامها وهي على غير طهارة - مع أن صيام الحائض لا يصح - ثم لا تقضي الأيام التي صامتها وهي حائض جهلاً منها أو حياءً، فالواجب على الأمهات التنبه لذلك، كما أن الواجب على من وقع لها مثل هذا أن تقضي تلك الأيام التي حاضتها مهما طالت المدة، فإن جهلت عدد الأيام اجتهدت وعملت بما يغلب على ظنها.

*ومنهن من تذهب مع أهلها إلى مكة، وتُحرم معهم بالعمرة ثم يصيبها دم الحيض فلا تخبر أهلها حياءً أو خوفاً، فتدخل معهم الحرم، وتصلي مع الناس، وربّما طافت بالبيت وهي على غير طهارة، فتكون بذلك قد ارتكبت خطأً فادحاً، وعمرتها باطلة حتى تطهر فتطوف بالبيت وهي على طهارة، وعليها التوبة إلى الله مما صنعت.

*ومنهن من إذا أحرمت بالعمرة لبست النقاب والقفازين أو أحدهما، والمحرمة منهية عن ذلك لأنّ إحرام المرأة في وجهها وكفيها فلا تغطيهما إلّا إذا كان بحضرتها رجال أجانب فيجب عليها سترهما بخمارها أو جلبابها لقول عائشة رضي الله عنها: «كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي محرمات - فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه».

علماً بأنّ النقاب الذي شاع لبسه في الآونة الأخيرة في أوساط النساء - هداهن الله - ليس هو النقاب المعروف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد توسع نساء هذا الزمن في إظهار العينين وربما بعض الوجه وتجميل العينين ببعض الزينة.. مع ضعف الإيمان وقلة الوازع الديني وكثرة الخروج لغير حاجة، وعدم التورع من إطلاق البصر يمنة ويسرة، مما حدا بعلمائنا الأفاضل أن يحرّموا لبس مثل هذا النقاب سداً للذريعة وحسماً لمادة الفتنة، فلماذا يصر بعض النساء على لبسه؟

*ومنهن من تقضي ليالي رمضان - وخاصة العشر - في التجول في الأسواق، وأمام نوافذ الخياطين، وفي أماكن أخرى لا تزيدهن إلّا غفلة وبعداً عن الله، وربما خرجن بدون محرم، أو متبرجات سافرات، فيرجعن إلى بيتهن مأزورات غير مأجورات، وكان الأولى أن تستغل هذه الليالي الشريفة فيما يقرب إلى الله عز وجل فالمحروم من حرم خيرها وبرها.

وأيضاً فمن أبواب الخير الواسعة: قيامها على خدمة الصائمين في بيتها، كما في الحديث عنه : «ذهب المفطّرون اليوم بالأجر» كل هذا غير ما تحتسبه من أن يكتب لها مثل ما كانت تعمل أيام طهرها، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً».

وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

للتواصل مع أستاذ.شمس الإسلام 
عبر الواجهة(الفيس بوك)